الفجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أسرة منتدى الفجر ترحب بالزائرين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وسط الجلاليب السود (قصة قصيره)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو مهاود
عضو مميز
عضو مميز
أبو مهاود


ذكر عدد الرسائل : 82
العمر : 55
الموقع : fagr.yoo7.com
العمل/الترفيه : شاعر
البلد : ديرب البلد مركز ديرب نجم شرقية 0188178243
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

وسط الجلاليب السود (قصة قصيره) Empty
مُساهمةموضوع: وسط الجلاليب السود (قصة قصيره)   وسط الجلاليب السود (قصة قصيره) I_icon_minitimeالإثنين 4 مايو - 2:27


وسط الجلاليب السود


هى قصه من ألاف القصص

قصه مصبوغه بألوان القهر ترتسم فى ملامحها أشكال المراره تدور أحداثها فى احدى القرى المصريه

فى أحد بيوت القريه الذى يكاد يكون مهجورا تسكنه الأشباح وتملأ أركانه

إنه أحد البيوت المتهالكه وما أكثرها فى القريه التى تشير علامات السير فيها الى البؤس والفقر المدقع

انه البيت الذى دارت فيه أحداث قصتنا.

بيت مبنى بالطين معروش بأعواد من فروع الشجر القديمه التى نخر السوس فى أحشائها .

الساعه مابين الثالثه والرابعه عصراوأشعة الشمس تجد طريقها بسهوله خلال سقف البيت فتسقط مكسوره على صحن البيت أو كما يسمونه فى القريه (الدهليز) وفى أحد الأركان زير للمياه مكسور من عند حافته بعض الأوانى النحاسيه القديمه يدل حالها على أنها لم تستخدم منذ زمن بعيد ولأن البيت خال من الأساس والمفروشات فإنه

مفروش ببعض حصر البلاستيك التى جمعها الجيران لاستقبال الضيوف .

مجموعه من النسوه متشحات بالسواد تجمعن حول عجوز شمطاء ترك الزمان على وجهها علاماته أحزانا وتجاعيد جلست ساهده مشردة الفكر كأنها فى عالم آخر غير عالمهم الباهت المتهالك

جلست تقلب فى شريط ذكرياتها وتستعيد رويدا رويدا ذاكرتها وفجأه وسط هذا الجو المشحون بالحزن

صرخت (خضره):

ياريتك يا ابنى كنت معايا

يا ريتك ما سافرت يا مسعود

ومسعود ابنها لم تنجب سواه وأخ صغير مات ابوه وتركهم أطفال ذاقت الأمرين فى تربيتهم حتى صاروا رجالا.

ومسعود مجند فى قوات الأمن المصريه التى تعمل على الحدود الشرقيه فى سيناء

تذكرت خضره يوم الوداع الأخير وهى تودع ابنها بعد انتهاء أجازته عائدا الى وحدته تذكرت الكلمات

تذكرت الهمسات ..

تذكرت التنهدات ..

تذكرت كل شىء ويا ليتها ما تذكرت ، أو فقدت ذاكرتها حتى تنسى آلامها وأوجاعها ولحظات وداع ابنها وكلماته التى مازال صداها يرعد فى أذنيها:

سلام يامه هاتى ايدك ابوسها

سلام يا امه وابقى ادعيلى

انا رايح يا امه لحدودنا لاجل احرسها

هناك يا امه ديابه دايما لابدين

وشوشهم صفره وجوه قلوبهم طين

دعواتك يا امه هتحرسنى..

بس ادعيلى

دعواتك سيفى ودرعى اللى بيحمينى

سلام يامه هاتى ايدك ابوسها

انا رايح يا امه على حدودنا لاجل احرسها

فأغرقت دموعها صدرها وأحرقت تنهداتها أحشائها وشعرت ساعتها أن مكروها سيقع وأنها ترى ولدها لأخر مره.

وبكت..

وضمته الى صدرها ضمة المشتاق وهو مازال بين زراعيها فخرجت أنفاسها تفلى ثم تستعر من لوعة الفراق

وسافر مسعود..

سافر ولم يعود

كان مسعود زين الرجاله

يضرب فاسه فى قلب الأرض تطلع خير

عمره ما مد اديه بالظلم

عمره ما جار على حق الغير

واهو مات مسعود..

مات برصاصه..

زى ما بيموت ع الغصن الطير

قتلوه..

ومن اللذين قتلوه..

نعرفهم..

فما زال فى كل بيت من بيوتنا جرح ينزف ودمع يسيل على غال مات وعزيز فقدنا فى حربنا معهم

إنهم أبناء الشيطان وأحفاد الطاغوت

انهم الذئاب التى تعوى على حدودنا ولا يرويها إلا الدماء تنتظر وتنتظر حتى تواتيها الفرصه لتنقض علينا

قتلوه برصاصات الغدر وقصفات الحقد

قتلوه وكان بيننا عهود قتلوه وكان بيننا وبينهم حدود

وصرخت خضره :

يا ريتك يا ابنى كنت معايا

يا ريتك ما سافرت يا مسعود

ازاى بس يا ولدى تصدق

ان ما بينا وبينهم بس عهود

دول عاوزين ياكلونا يا ولدى

زى ما يتسلط ع الجته الدود

جلست خضره وسط الجلاليب السود عاصبة رأسها فى عالم من الحزن والألم ، من اللوعه والشوق

تمتلىء الدار .. وتفرغ ، وهى جالسة واجمه لا تبرح مكانها يأتيها من يأتى .. ويذهب

وهى لا ترى من يأتى ومن يذهب ، وبين الحين والحين تصرخ فى لوعه:

قالوا هيجيبوا حقك يا ضنايا

واللى هيقدر يا ابنى يجيب

وازاى بس يا ودى نصدق

ان الفرخه هتاكل ديب

قامت الدنيا ثم هدأت وبقيت المسكينه زاهلة شارده وسط من يأتيها من المعزين اللذين جاءوا لمواستها فى وفاة مسعود وقالوا لها أنها قضية شعب وقالوا لها أنها قضية كرامه وقالوا وقالوا.. وما زالوا وبقيت هى فى أحزانها وأوجاعها وفقرها وذهب الجميع فى النهايه وعادوا الى بيوتهم يحتضنون أبناءهم يقصون عليهم الأقاصيص حتى يصيح الديك على شرفاتهم ويدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح والغير مباحوتبقى خضره بأحزانها عابسة ساهده زاهله لا يغمض لها جفن ولا يصيح على دارها الديك ، فقط تجلس تعدد ، وتردد:

يا ريتك يا ابنى كنت معايا

يا ريتك ما سافرت يا مسعود

وتاخدنى وتطير بيا

من وسط الجلاليب السود
من وسط الجلاليب السود
تمت
ديرب نجم البلد فى يوم الإثنين 4/4/2009
قصة : محمد أحمد حسن
أبو مهاود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وسط الجلاليب السود (قصة قصيره)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفجر :: الشعــــــر :: خواطر الفجر-
انتقل الى: